المصدر : هو اللفظ الدال على الحدث مجرداً عن الزمان
متضمناً أحرف فعله الأصلية والزائدة لفظاً نحو : علم علماً وتعلَّم تعليماً ، أو
تقديراً نحو : قاتل قِتالاً ، والأصل : قيتالا ، أو تقديراً نحو : وعد عدةً .
ملاحظة : ونعني بإعمال المصدر : المصدر الأصلي ، وليس المؤول أو
الميمي أو الصناعي .
يعمل المصدر عمل الفعل في حالتين :
أولاً : أن يحذف الفعل وينوب عنه مصدره في تأدية معناه في التعدي
واللزوم ، ومثال المتعدي : تعظيماً والديك ، ومثال اللازم : إشفاقا على الضيف .
الاعراب : تعظيماً : مفعول مطلق لفعل محذوف وجوباً وهو فعل الأمر ،
والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره ( أنت ) .
والديك : مفعول به للمصدر ( تعظيماً ) منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه
مثنى ، وهو مضاف والكاف ضمير مبني على الفتح في محل جر بالإضافة .
ثانياً : أن يكون المصدر صالحاً للاستغناء عنه ويحلُّ محلَّه فعلٌ من
معناه مسبوق بـ ( أنْ ) المصدرية إذا كان الزمن ماضياً أو مستقبلاً ، وبـ ( ما )
المصدرية إذا كان الزمن حالاً ، نحو : ( عجبتُ من ضربِ محمدٍ زيداً أمس ) ،
والتقدير : ( أنْ ضربت ) و ( عجبتُ من ضربِ محمدٍ زيداً غداً ) ، والتقدير : ( أنْ
تضربَ ) و ( عجبتُ من ضربِ محمدٍ زيداً الآن ) ، والتقدير : (مما تضربُ ) .
والمصدر العامل المقدَّر بالحرف المصدري يكون على ثلاثة أقسام :
1 – مضاف ، وهو أكثرها عملاً وأعلاها فصاحةً ، نحو قوله تعالى
: ((ولولا دفعُ اللهِ الناسَ بعضهم ببعض )) ، [ المصدر ( دفع ) مضاف إلى فاعله وهو
( الله ) ] .
الاعراب : دفْع : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، والخبر محذوف
وجوباً ، و( دفع ) مضاف
اللهِ : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور لفظاً مرفوع محلاً على أنه فاعل
للمصدر ( دفع ) ، و ( الناسَ ) : مفعول به للمصدر ( دفع ) منصوب بالفتحة .
2 – منوَّن : ويلي السابق في كثرته وفصاحته ، كقوله تعالى :
(( أو اطعامٌ في يومٍ ذي مسغبةٍ يتيماً )) فـ ( يتيماً ) منصوب بـالمصدر ( إطعام ) .
3 – القرون بأل ، وهو أقل استعمالاً وبلاغة ، كقول الشاعر : (
ضعيف النكاية أعداءَه ) فـ (أعداءَه ) منصوب بالمصدر ( النكاية ) .
ملاحظة : يضاف المصدر إلى فاعله ثم ينصب المفعول ، وقد يضاف المصدر
إلى مفعوله ثم يرفع الفاعل ، ومثال الأول : ( عجبتُ من ضربِ محمدٍ زيداً ) ، ومثال
الثاني : ( عجبتُ من ضربِ محمدٍ زيدٌ ) .
ملاحظة : يضاف المصدر إلى الظرف فيجره ثم يرفع الفاعل ينصب المفعول ،
نحو : ( عجبتُ من ضربِ اليومِ محمدٌ زيداً ) .
ملاحظة : إذا جاء تابع الفاعل أو المفعول المضافين إلى المصدر ، جاز
الجر مراعاةً للفظ ، وجاز الرفع أو النصب مراعاة للمحل ، نحو : عجبتُ من ضرب زيدٍ
الظريفِ أو الظريفَ محمدٌ ، وعجبتُ من ضرب زيدٍ الظريفِ أو الظريفُ محمداً .
اسم المصدر
اسم المصدر : ما ساوى المصدر في الدلالة على الحدث وخالفه بخلوه من
بعض حروف فعله ، وهو مقصور على السماع فقط ، نحو : سلام وعطاء و وضوء وعون وغيرها
، وهو يعمل عمل المصدر ، وهو خاضع لإحكام المصدر كلِّها .
الفاعل ، نحو : زيدٌ محمودُ المقاصدِ .
تعليقات
إرسال تعليق